الثلاثاء، ديسمبر ١٩، ٢٠٠٦

لون الشقاء

لون الشقاء
قضيت أسبوع في الساحل الشمالي. ليس في مارينا أو احدي القرى الساحلية المعروفة، ولكن في فندق سياحي في خليج
غزالة يسمي Charm life. المكان جميل بكل المقاييس، فندق خمس نجوم، خدمة ممتازة، مباني رائعة، و طبيعة ساحرة.. كل شيء جميل جميل. المكان ذكرني كثيرا بشرم الشيخ، ذلك لجماله و أناقته و جودة الخدمة فيه، إلي جانب انتشار السائحين الإيطاليين بالمكان حيث لم يكن هناك مصريين غير عائلتي و مجموعة أخرى من العائلات المصرية تعد علي أصابع اليد الواحدة. روعة المكان تنسي الإنسان كل مشاكله و مشاكل الحياة و كل ما يجري من واقع مر ٍ في كل بقعة من بقاع الأرض.. و لكن!!
لفت نظري جدا عالم المصريين العاملين في المكان. هؤلاء ليسوا الخدم غير المؤهلين الذين نصطدم بهم في كل مكان للنزهة في قاهرتنا الحبيبة، هؤلاء مجموعة تتحدث الإيطالية بطلاقة و واضح عليهم حسن التدريب و الخبرة. يتعاملون مع الأجانب بذوق واضح و لكن بتحفظ شديد في نفس الوقت. جميل إذن ما تراه أنت الآن، عامل مصري كفؤ، سعيد بالعمل مع "الخواجات" (يعني آخر حاجة يحب يشفها هي شوية مصريين هربانين من مارينا و جايين هنا بقي يقرفونا!) لكن انظر ما حدث حولي

ذات مرة كنت في البوفيه المفتوح واقفة أمام الشيف يقطع لي بتركيز شديد و بشكل ألي قطعة لحم، بعد أن وضعها في طبقي كنت علي وشك أن أقول له "thank you" كالمعتاد و لكن لم أري وجاهة في ذلك. هو مصري و أنا كذلك، و في بلادنا العامل الذي يصنع لك شيء بيديه تشكره قائلا "شكراً، تسلم أيديك" فلما "thank you" إذن؟ بمجرد أن سمع "تسلم إيديك" رفع وجهه و لمعت عيونه السوداء و أشرق وجهه المصري الأسمر بابتسامة عريضة فيها دفء واضح و قال "العفو يا ست الكل، بالهنا و الشفا.. أجبلك كمان؟

كل ما فعلته هو أنني قلت لهذا العامل بطريقة غير مباشرة: (خواجات إيه ؟ و إحنا مالنا و مالهم يا عم ؟ أنا بشكرك أنت .) فأشرق الوجه المصري البديع يرد (أنتي أحسن عندي منهم
ما حدث ليس صدفة. هذه واقعة متكررة. مرة أخرى كنت في ممر صغير وقابلت أحد العاملين آتي في وجهي و كنت قد رأيته من قبل
كثيرا في المكان. رفعت عيني و ابتسمت قائلة "سلامو عليكو" فابتسم و قال في أدب و لكن بحماس واضح: "والله حضرتك أللي منورلنا المكان دا كله يا دكتورة. أهلا بيكي." (أصله كان شاف في إيدي كتاب قبل كده أبقى أكيد دكتورة

مرة أخرى كنت ألعب مع ابنة أختي ذات العام الواحد، فأوقعت "التيتينا" من يدها و الجرسون يضع لنا ما طلبنا، بشكل ألي جداً رفعها من الأرض فشكرته و ابتسمت لها قائلة "قوليله bye" فضحكت له و "بعتتلوا بوسة في الهوا". ابتسم في شجن و قال: "ربنا يخليهالك. أنا كمان عندي ابن في إسكندرية. زمانه بقى عنده تلات شهور دلوقتي." فهمت بعدها من كلامه أن الطفل ولد و هو هنا يعمل في "الهاي سيزون" حيث لا يمكن أن ينزل إجازة ليرى مولوده

و مواقف أخرى عديدة من نفس النوع، كلها تري في أولها الماكينات المصرية السمراء تعمل باجتهاد و هي مطأطئة الرؤوس
ثم عندما تستشعر في قلبك الدفء و البساطة، تتفجر ينابيع البُعد الإنساني فيهم و يجري الدم في عروقهم و يرفعون وجوههم و قد اكتسب سمارها لوناً وردياً كان قد اختفي من إرهاق ساعات العمل الطويلة و حل محلها لون الشقاء
----------------------------------------------------------------------------------
العمل المصاحب للمقال من اعمال النحات المصري محمد رزق, باسم "سزييف المصري

الأحد، ديسمبر ٠٣، ٢٠٠٦

The Lonely Pursue


Tribute to the soul of my grandfather. I never stop missing you.

The Lonely Pursue
I search for you in their eyes
I search for you,
What to do?!!
They are not you.
& The dawn is crying with due
The flower is losing her hue
& Departure time is due..
Without you..
A lifetime of pursue.
In their hearts
In their laughs..
But you’re not among them
You’re not there
You’re not even near
*******************
The more they flirt around
The more I feel lonely
& you’re not there
You’re not anywhere
& they do scare
The more people are around
The farther your breaths become
& the lonelier I become
**************************