الأحد، ديسمبر ٣٠، ٢٠٠٧

السعادة قرار و ليست رد فعل - كل عام و أنتم بخير

عندما كنت صغيرة كانت والدتي دائما تقول لي أن السعادة قرار و ليست رد فعل. أي أن الإنسان يجب أن يتخذ قرار واع أن يرضى بما عنده و أن يكون سعيدا بما لديه (و إن طمع في أكثر) لا أن يطلب ما يطمع فيه فإذا ناله سَعد كرد فعل لتحقق الأماني و إذا لم ينل ما أراد لم يسعد. كانت تقول لي أن الانسان في حاجة لتنفيذ ذلك لكي تهدأ نفسه و تطمئن و تحل السكينة في روحه فتترك مساحة من الطاقة النفسية لتُستغل في تطوير و ترقية الذات. أي أن عدم الرضي لا يُمرض الروح و الجسد، و يُغضب الله، و يُعمي القلب عن الاستمتاع بما يملك في الحياة فقط، و لكنه أيضا يُهدر الطاقة النفسية و الروحية التي يجب أن تُستغل في ترقية الإنسان. أتذكر هذا كلام دائما مع قدوم كل سنة جديدة حين أرصد ما فات لأقيمه. أعتقد أن هذه الفكرة تساعد على النظر لما فات بموضوعية هادئة لا يلوثها الغضب من الظروف، و تقييم الواقع بشجاعة تملك النفس ما يكفي من الطاقة لها. المشكلة بالنسبة لي هي صعوبة هذا المِران الطويل للعقل ليتعود أن يمارس و ينفذ ما اقتنع به.. المشكلة هي أن يستخدم العقل هذه الفكرة و هو يقيم أحداث و قرارت مضت بُنيت على واقع ما، و أن يخرج من عملية التقييم بنظرة فيها من الشجاعة في النظر إلى واقع، ما يُعفي الانسان من خداع النفس، و فيها من الهدوء و الرضا ما يُعطي الإنسان دفعة أمل ليكمل ما بدأ من خير و يصلح ما حدث من أخطاء فيما سبق. أتمنى للجميع كل الرضا و كل السعادة مع حلول العام الجديد. كل عام و أنتم بخير