الثلاثاء، مارس ٠١، ٢٠١١

دعوة مُدرسة للتصالح مع الشرطة



على فكرة أنا لا بطلب حاجة من حد ولا بفرض على حد حاجة ولا ليا قرايب في الداخلية. أنا بقول رأيي وأعتقد إن دا من حقي

كلنا فرحانين بالثورة.. طبعا! كلنا فخورين بالثورة.. أكيد! كلنا كلمنا بعض (حتى ألي كانوا متخاصمين قبلها) عشان نبارك لبعض على الثورة.. حصل! طيب.. إليكم الأتي، نفكر ونحسبها ونعقلها ونتفاهم:

أعزائنا حراس أمن الوطن الداخلي، ربنا يصلح بينا وبينكم ويعينكم على الرجوع لعملكم بفكر جديد وصفحة جديدة للتفاهم معنا كمواطنين بصورة أفضل. أهلا بكم. يا جماعة دي دعوة للتصالح مع الشرطة.. أنا فعلا حسه إني عاوزة أديهم فرصة يرجعوا في حياتنا ويقوموا بعملهم ويشاركونا الفرحة بالثورة والفخر بالإنجاز ألي حصل.. أدوهم فرصة وألي غلط في أحداث الثورة يتعاقب. دعوة التصالح لا تتعارض مع الدعوة لعقاب الجناة وفاءا لشهداء الثورة

يا جماعة، نطلع غلنا في الناس ألي ظلمونا وسرقونا ووصلونا لنسبة جهل سبعين في الميه وأكثر ومعدل إكتأب مرضي إكلنينكي وصل لواحد في كل تلاته!! مش نطلعه في شخص إتشحن ضددنا سنين ولما جه يفوق ويرجع ويعتذر لعنا سلسفيل جدوده.. طاقة التسامح والإستيعاب دلوقتي يا جماعة أولى من طاقة الإنتقام.. لو فضلنا معادينهم وهما معادينا هنخسر كلنا كل حاجة ولو إستوعبناهم هندمج طاقتهم جوه طاقتنا ونبقا قوة لا تُقهر في وقت كل الدنيا متربصة بينا. يا جماعة دي دعوة للتصالح مع الشرطة من بني آدمه أصلا مش متسامح بطبيعتها لكن حسه إن دا التصرف العاقل الحكيم والأكثر نفعا دلوقتي.

أيوه أقبلهم وأستوعبهم وأعلمهم معنى كلمة "سلمية" وأعالج نظامهم المريض خصوصا أنهم هم نفسهم بأفرادهم بيحاولوا ونظامهم مش مساعدهم ورؤساءهم معظمهم مش مساعدنهم. أنا يا جماعة ممكن أقبل أستقبل حد في بيتي عشان نتعاتب ونتصافا وأفهمه بالأدله أنه غلطان.. مش أوفقه على باب البيت وهاتك يا شتيمة وضرب ومتوقعة أنه يفهم بقا هو غلط في أيه!! يا جماعة أنا بنشتغل بقالي سنين في تعليم وتدريب الكبار وفي تنمية الطاقات البشرية وكمان في تأهيل وتدريب المعلمين خصوصا في المدارس، ومجالي علمني ألا أيأس من العنصر البشري بسهولة، أنا وكتير من زملاء مجالي المستشارين الأكاديميين قعدنا كتير عشان نعود نفسنا على المفاهيم الجديدة بتاعت التدريس المتحرر الديمقراطي ونحرر دماغنا من الأفكار والمماراسات المهنية التقليدية المتحجرة.. يعني أدي المدرس فرصة سنين يغلط ويحسن نفسه ولما تحصل في البلد نقله كبيرة زي دي ماقفش قدام الضابط وأقوله غلط في أيه ويعدل سلوكه إزاي وأديله فرصة يسمع كلامي وينفذه؟
يا جماعة الضابط دا أيه؟ دا شخص أصل وظيفته أنه يطلع شايل روحه على كفه زي ما بيقولوا عشان يتعامل مع أسوأ أنواع البشر وأكثرهم عنفا عشان يحققلنا الأمان، و لسبب كلنا عرفينه في السنوات الكتيييييرة الأخيرة بقا يتقال للناس دي وجنودهم وعساكرهم من رؤساءهم وقيادتهم النظام أولا، أنت ثانيا، الناس (لو في فرصة!) ثالثا! مافيش حصل خير.. وألي كان بيوزن المعادلة بأخلاقه كان بيُنكل بيه من قياداته ويتنقل ويصتقصدوه ويشتموه و و و.. وكلنا عارفين..

دلوقتي آن الأوان نقول للضباط دول:


• ألي فيكم كان وراء دم الشهداء بإعطاء أمر أو بالقرار أو بالتنفيذ: العقاب الحاسم قادم.. في الأرض وفي السماء
• ألي فيكم كان شريف في الزمن الصعب: أهلا بيك وإحنا أسفين إن حزننا على شهداءنا أخدك في الرجلين، إسحب إستقالتك، وإرجع شغلك، إحمي الضعيف أكتر من الأول وكون على المجرم أشد من الأول.

• ألي فيكم كان ضعيف ماظلمش بس سكت على الظلم زي الشيطان الأخرس: بنسألك: نبت لك ذيل من نار في أخره سهم؟ لأ؟ طلع لك في قُرتك قرنين حُمر؟ لأ؟ يبقا أنت لسه بني آدم ولسه بيجري في عروقك دم مليان شهامة شرقية ومصرية.. إشتغل أكتر وأحسن من الأول وأنوي يبقا دا تكفير عن السابق وإدعي ربنا يغفر ويسامح ويقبل العمل وصدقني العباد هايجوا في المرحلة التاليه لرضا الله وقبوله.

• ألي كان يد من أيادي الحُكم الجائر: أنت ونيتك، عندك إستعداد قلبي ونيه حقيقة للتوبة ربنا هايفتح لك ألف باب لتكون في عون الأمه ونحن نلملم جراحنا ونحاول أن نبني وطنا وسبحانه مالك الملك ومدبر الكون. أدور على ألي طلمك بأنه قطع الوصال بينك وبين ربنا بأنه سلطك علينا وظلمنا بإيدك و أعمل لصالحنا وحمايتنا وأنت مدرب وعارف تعمل دا إزاي. أما لو ماعندكش إستعداد للإصلاح ولعمل أيا مما ذكرت، فأنت وقدرك مع الله، يفعل بك ما يشاء سبحانه لا راد لقضاءه ولا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون

كلمة أخيرة: يا جماعة أنا مُعلمة وأملك من استقلال الرأي والفكر والكرامة والقوة ما يجعلني أرى أن في ربطي تصالحي مع الشرطة باعتذار أو بوقت ما أو حدث ما صورة من صور الضعف. أنا سلوكي ورأيي فعل وليس رد فعل. رد الفعل ضعف أما المبادرة فقوة وشجاعة ليس لها مثيل. وأنا مؤمنة بالله وقوة إيماني في المبادرة السلمية. أنا قررت التصالح مع الشرطة كهيئة وفي انتظار أن يُرينا الله من هذا النظام و هذا الهيكل أفضل ما فيهم في الأيام القادمة إن شاء الله.