السبت، مارس ٢٢، ٢٠٠٨

حاسب على جلبي حاسب – زيارة للسيد البدوي

حاسب على جلبي حاسب – زيارة للسيد البدوي

أحب هذه الأغنية "حاسب على جلبي حاسب" منذ كنت طفلة صغيرة جدا، ذلك لأني أرى فيها شجن شرقي مصري عميق و مؤثر جدا، عبر عنه الشاعر الكبير الأبنودي دون الحَط من كبرياء المتحدث. غنى هذه الأغنية المطرب الموهوب ذو الصوت المصري المتوازن الجميل "محمد ثروت". محمد ثروت ضيع موهبته في الهتاف و لو أنه استمر في هذا اللون لكان له شأن في هذا اللون الموسيقي المصري الأصيل. سمعت الصيف الماضي أنه إما يعيش في طنطا الآن ليكون إلى جانب السيد البدوي أو أنه يذهب إلى هناك في مولد السيد البدوي لينشد ويمدح و يُحيي هذه الليالي المميزة. يبدو أنني سعدت بهذا الخبر أكثر مما توقعت من نفسي، لدرجة أنه يبدو أني قررت استبدال كل تاريخ محمد ثروت الذي لا يعجبني بالحقيقة الحاضرة و هو أنه الآن منشد السيد البدوي. أصبح محمد ثروت يرطبت عندي بالسيد البدوي.

عُقد مولد السيد البدوي في الشهور الماضية. تمنيت جدا أن ازوره خاصة في المولد ولكني أعرف أن هذا لون من الإنتحار حيث أن المولد يحضره أكثر من نصف مليون نسمه. المهم أن المعجزة حدثت ووُجِدت لي طريقة عائلية آمنة للذهاب في يوم من الأيام في وسط أسبوع المولد حيث المكان أقل ازدحاماً.

دخلت مدينة طنطا لأول مرة و كانت الدنيا ليلا حيث كان المُقرر أن نحضر ليلة ذكر من ليالي المولد و التي تقام بعد صلاة العشاء. خطر على بالي طبعا عند دخول ميدان السيد البدوي صوت و أغنية محمد ثروت الرائعة التي غناها مستخدما فيها اللهجة الريفية في نطق كلمة "قلبي" لتكون "جلبي".

"حاسب على جلبي حاسب لما تسلم عليّ
حاسب على يدي حاسب لحسن جلبي في إداي"
نعم حاسب على (برّاحه) و أنا أري كل هذه الأنوار، وكل هذه الزينة للاحتفال، وكل هذا الشعور الفظيع بالتأخر جدا في المجيء، وكل هذا الشعور بهدر العمر والمواهب. كان يجب أن أجيء هنا من سنين. كان يجب أن يعيش محمد ثروت ماضي مختلف في رفقة هذا العابد المختلف.

"لما تسلم عليّ
ياللي شفايفك ناي
قلبي يقوم مخطوف
وأموت قوي مالخوف
و مشوفش بعنيه بكل قلبي أشوف
كل الحياة تتحب معرفش ليه وازاي
حاسب حاسب على جلبي حاسب لما تسلم عليّ لحسن جلبي في إداي حاسب"
الرهبة لا تُصف عند دخول المقام ذا السقف العالي و الأضواء الخضراء و القاعة الواسعة شبة الخالية من الناس. تمشي ناحية المقام و أنت تسلم و تصلي على الرسول(عليه الصلاة و السلام) و يزيد داخلك الشعور بالحنان والسكينة و الرهبة. يتوقف الإدراك بالنظر فعلا عند لحظة ما و يبدأ القلب في التواصل مع المنتقل.. الحاضر. تسلم و يسلم، تتكلم و يسمع (بالتأكيد السيد البدوي يسمعنا و يرانا، ربنا قادر على كل شيء) ، سبحانه من يؤنس القلوب ببعضها. سبحان من يصنع الحُجُب ثم يرفعها.

"لما تسلم عليّ
تمشي الفرحة معايّ
ياللي عينيك أغلاك
و ضحكتك أحلاك
أحلى ما في الدنيا أنّي أكون وياك
وأحلى ما في عمري إنك تكون ويّايّ
حاسب حاسب على جلبي حاسب لما تسلم عليّ لحسن جلبي في إداي حاسب."
فعلا تمشي الفرحة معاي و تصحبني بعدها فترة في حياتي. فترة من الحالة المزاجية المتوازنة تقف في وجة تشوهات الحياة اليومية. أحلى ما في العمر أن يكون فيها من تثق به و تأنس إليه ليدلك على علاقة أرقى بالله، علاقة فيها أبعاد آخذه في الترقى و التطور الدائم. و تمشي و أنت بين العزم القوي على المجيء مرة أخرى و بين التوسل له أن يدعوك لزيارته مرة أخرى قريبة قبل أن ينتهي بك العمر. و تسلم و تمشي و أنت تسأل من أنت الآن بعد هذه الزيارة.

"لما تسلم عليّ
أفرح بعمري الجايّ
تبقى الليالي نهار
وامشيلك المشوار
و في قلبي سر غريب من أجمل الأسرار
أنت حياة قلبي و أنت جرحي و دوايّ
حاسب حاسب على جلبي حاسب لما تسلم عليّ لحسن جلبي في إداي حاسب"

http://www.4shared.com/file/19161264/a6db31a9/___online.html?s=1