الخميس، ديسمبر ٢٤، ٢٠٠٩

رحلتي و الأفيال الأربعة - المقدمة

رحلتي و الأفيال الأربعة
المقدمة
لأني أحب كثيرا السفر إلى الإسكندرية ، ولأني لاحظت أن مزاجي في الفترة الأخيرة كان معوج ومزوزأ و جايب رجِل ورا زي الخيل اللي مزاجه متعكر، قررت السفر. حزمت أمتعتي ولم أخذ معي ملابس كثيرة لأني أعرف أني لن أجد مكان في شنطة العربية لأضع فيه حقيبة كبيرة. أعرف أن أمتعة باقي المسافرين ستكون أكثر. لا يمكن أن أسافر، لا أعرف كيف أسافر دون أن آخذ معي كمال و أمل وهيام ومُنذر.
كمال، هو فيل في منتهى الشياكة، حسن المظهر، دائما ما تراه مُنمق، نظيف، متعطر لا يرتدي إلا السينيهات، فساعته رولكس وبدلته مش عارف إيه وحزائه أيه. هو فيل مهذب لأنه لا يقبل على نفسه غير ذلك. ولكنه فيل يصعب إرضائه فهو دائما ما ينشد التمام في كل شيء. و أسوأ ما فيه أنه يسوس كل من حوله ويدفعهم إلى أخر المدى لكي يقدموا أفضل ما عندهم وأكثر، ومع ذلك لا يعرف الرضا طريقا إليه.
مُنذر، فيل حسن النيه جداً، جداً! هادء الطباع وعاقل جداً، وحكيم. هو فيل منطقي التفكير. ولكن قدرته العجيبة على النقد والإنتقاد ووعيه الدائم العميق (الذي يعرف الكل أنه حقيقي) بالنواقص والمشاكل سواء الحالية أو المحتمل حدوثها في المستقبل يجعل منه كيان ضخم موثوق فيه ولكنه مُنفر في نفس الوقت.
أمل، فيله طموحة، متميزة جداً في عملها، موهوبة في كثير من جوانب الحياة. مرحة ومتفائلة جداً وماهرة، لديها قدرة غريبة على الوصول لأفضل نتائج ممكنة مهما كانت الظروف المحيطة صعبة. عصبية بعض الشئ خصوصاً عندما تتعلق الأمور بالأكل أو بمطربها المفضل صالح عبد الحي أو بمستقبلها المهني.
هيام، فيلة فنانة بمعنى الكلمة، نظرها ضعيف بعض الشئ، فهناك أشياء بأكملها لا تراها لأنها صغيرة الحجم مثل: طربيزة السُفرة في البيت، النيش، السيارات الهامر داكنة اللون وبعض النظريات العلمية مثل النسبية. أما الأشياء الأكبر حجما مثل المباني تحت الإنشاء والقضية الفلسطينية أوالمصيبة في أولها فتراها ثنائية (بتشُفُهم إتنين يعني!)
في فجر يوم الجمعة تحركت سيارتي (كوكو فاتنة المهندسين) متجهة إلى الإسكندرية وهي محملة ومثقلة بي وأربعة أفيال. أنتظروا الحلقة الأولى يوم السبت إن شاء الله.